في إطار اقتصاد المقاومة وترشيد الاستهلاك، بإمكاننا الاستغناء عن الكثير من الأدوية الكيماوية، علما بأن نحو ثلثي
الوصفات الطبية لا يتم تحضيرها وتنفيذها بالشكل المناسب، إذ أن صناعة الأدوية تريدنا أن نشتري عقاقير كثيرة لا
لنشفى فقط، بل لكي تجني هي الأرباح. وبإمكاننا أن نغير كثيرا من نمط حياتنا ونوعية طعامنا ونحد من الإجهاد
لكي نتجنب الحاجة إلى كثير من الأدوية وبالتالي نقلل كثيرا من نفقاتنا على الأدوية. فلنفكر جيدا قبل تناول الدواء.
ولنسأل أنفسنا: هل الدواء ضروري حقا، أم هناك وسيلة أخرى لحل مشكلتنا المرضية؟ فالكثير من أمراضنا
بسيط، مثل الزكام ولسعات الحشرات والصداع. وهناك بدائل للعقاقير التي نتناولها كل يوم، وهي متوفرة حولنا منذ
قرون. فالنستعمل العلاجات الطبيعية لمداواة الأمراض البسيطة. ولنستعين بكتب الصحة والطب الطبيعي ولنزرع
أو نقتني الأعشاب الطبية. لكن، علينا التعرف أولا على أسباب الإنزعاج الصحي الذي نعاني منه، لأن الوقاية خير
من العلاج.
وعلى سبيل المثال، غلي كمية صغيرة من أوراق المريمية وشرب مائها أو التغرغر به، يخفف التهاب الحنجرة
واللوزتين وجروح الحلق، كما قد ينفع في علاج حب الشباب. لكن طعمها غير مستساغ، لذلك ينصح بإضافة العسل
لدى تقديمها للأطفال. إذا، كمية من المريمية في المنزل تغنينا عن كثير من الأدوية الكيميائية. كما أن عصير
البرتقال والليمون الحامض يساعد في تفادي الزكام أو تخفيفه.
وبالإضافة، فإن تناول وجبات حافلة بالدهن الحيواني ومشتقات الألبان الغنية بالكولسترول، والإفراط في تناول
الحلوى والأطعمة المصنعة، يعرضان الإنسان لنوبات قلبية وبدانة وارتفاع في ضغط الدم، وهذه من الأسباب
الرئيسية للوفاة. فالنتناول كمية أقل من الطعام ونوعية أفضل، وبالتالي نتمتع بحياة أوفر صحة.
وبدلا من إنفاق مبالغ كبيرة على مستحضرات التجميل الصناعية (وخاصة الكيماوية) التي يدعي مسوقوها
بأنها مفيدة وتزيد البشرة نضارة وتجدد الخلايا وتزيل التجاعيد، بإمكاننا استعمال بدائل طبيعية استعملها
أجدادنا لحفظ نضارة البشرة ولا تكلف كثيرا، مثل زيت القمح وعصير الحامض واللبن والخيار.
لماذا التطبيب بالأعشاب؟
لا تنفرد المواد الشافية في الأعشاب بجزء واحد له علاقة خاصة بجزء خاص في الجسم دون أن يكون له تأثير آخر
في غيره كما هو الحال في الأدوية الصناعية في الصيدليات، بل أن يد الخالق الخالق جمعتها في عشبة واحدة
بمزيج يستحيل على الإنسان أو مصانعه أن يأتي بمثله. ولذلك كانت العشبة الواحدة تحوي من المواد الفعالة الشافية
ما يجعلها مفيدة في مداواة أمراض مختلفة، ولو تغيرت طرق استعمالها مما يقتضيه المرض المعالج.
ونكتفي هنا بذكر دليل واحد يدل على تفوق الأعشاب في تأثيرها الطبي على الأدوية الصناعية المستخرجة منها.
فالديجيتال مثلا علاج سام يستعمل في مداواة أمراض القلب وهو مستخرج من نبات يسمى "قمعية أرجوانية" والكمية
السامة منه تسمم القلب إذا أعطيت من المستخلص من النبتة ولا تسبب أعراض تسمم لو أعطيت بكميات أكبر
بوريقات النبتة ذاتها.

